المقابر المسيحية واليهودية فى «الثغر».. تحف أثرية وتصميمات عالمية
بسم الله الرحمن الرحيم
المقابر المسيحية واليهودية فى «الثغر».. تحف أثرية وتصميمات عالمية
مقابر الأرثوذكس والكاثوليك والإنجيليين واليونانيين واليهود فى منطقة الشاطبى، وسط المدينة، تعد متحفاً تاريخياً اجتماعياً وفنياً رائعاً للإسكندرية ويجسد تاريخاً جمالياً مهماً جداً وتنافس جبانة «جنوا» فى إيطاليا فى الجمال التاريخى وتضم بين رفاتها العديد من الشخصيات العالمية الأدبية والفنية، من أمثال المخرج العالمى يوسف شاهين «أرثوذكس»، والشاعر اليونانى الشهير «كفافيس».
يقول الأثرى أحمد عبدالفتاح، عضو اللجنة الدائمة لحماية الآثار، المستشار الثقافى للمجلس الأعلى للآثار، إن المجلس يعتبر هذه المقابر تحفاً أثرية رائعة لأنه أولاً من الناحية التاريخية مر عليها أكثر من 100 عام وهذا فى مفهوم المجلس الأعلى للآثار يعد أثراً، وثانياً أنها تحف فنية وجمالية أكثر من رائعة، لافتاً إلى أنها تلخص تاريخ الحضارة الأوروبية المعاصرة، وبسببها وقف عضو مجلس النواب المصرى «رمضان بك يوسف» وطلب من مجلس البلدية، قبل عشرات الأعوام، أن تكون جبانة المسلمين «المنارة» على نفس الطراز الجمالى والفنى الموجود فى مقابر المسيحيين واليهود فى الإسكندرية، لافتاً إلى أنه من الطريف أن مبنى كلية الهندسة يقع على جزء من هذه الجبانة.
وأضاف «عبدالفتاح» لـ«إسكندرية اليوم» أن هذه المقابر اليونانية مدفون بها الشاعر اليونانى المعروف كفافيس والمقابر الكاثوليكية مدفون بها المخرج المصرى العالمى يوسف شاهين، بالإضافة إلى العديد من رجال الأعمال الذين وهبوا عقولهم وجهودهم للنهوض بالإسكندرية، مثل «أنطونيادس» و«سلفاجو» و«كونسيكا» مؤسس مستشفى التأمين الصحى «مستشفى جمال عبدالناصر» حالياً بالإضافة إلى رجل الأعمال الأجنبى رولو.
وأشار إلى أن محمد على باشا كان منح الأرض الشاسعة الواقعة فى المنطقة من أول شارع قناة السويس إلى شارع أغسطس «سليم حسن» لجميع الطوائف من غير المسلمين، لتصبح مقابر لهم نظراً لأن المدينة ازدهرت فى عهده وعهد ابنه إسماعيل باشا، بصفة خاصة، وأصبحت مدينة «كوزموبوليتان» أى مدينة عالمية، تضم جميع الجنسيات والملل وأصحاب الديانات، مشيراً إلى أنه كان فى مقدمة من منحهم محمد على باشا الأرض المسيحيون المصريون الأرثوذكس، حيث حصلوا على جبانتين الأولى تطل على شارع قناة السويس والأخرى على شارع أغسطس، ويليهم يهود الإسكندرية الذين حصلوا على جبانتين أيضاً الأولى بالقرب من جبانة الأرثوذكس، والأخرى على شارع شمبليون، والتى ترجع إلى العصر التركى.
وتابع «عبدالفتاح»: «منح محمد على أيضا الكاثوليك جبانة مجمعة توجد أمام باب شرق، وتضم أشهر الشخصيات المصرية والإيطالية والأجنبية من جنسيات مختلفة مثل أسعد باسيلى، أكبر تاجر للخشب فى المحافظة، والذى أصبح أحد قصوره المتحف القومى المصرى والمركز الأمريكى الثقافى، ثم جبانتين لليونانيين وتطلان على شارع أتوبيس الفاصل بين الجبانتين».
وأكد أن هذه المقابر مر عليها أكثر من 100 عام، وهى تتبع الكنائس والمعابد التى تمتلكها إدارياً وهى تحت إشراف كامل لهذه الكنائس والمعابد، مشيراً إلى أن بعض المقابر بها جبانات أثرية مثل جبانة «بوتى» وهو أول مدير للمتحف اليونانى الرومانى، حيث إن الرفات يقع داخل تابوت أثرى فى المقابر الكاثوليكية، التابعة للفاتيكان، وفى نفس الجبانة توجد مقبرة رائعة لـ«زورفاداكى» تاجر الخشب، الذى بنى قصر ومدرسة الرمل الجديدة.
No comments :
Post a Comment