Thursday, August 25, 2011

Tuesday, August 23, 2011

بتاح PtH

No comments :

بسم الله الرحمن الرحيم

بتـاح (PtH)

أحد أهم وأقدم المعبودات المصرية، إذ ترجع الشواهد التى تدل على وجوده إلى الأسرة الأولى على الأقل. وعلى الرغم من كونه أصبح أعظم أرباب "منف"، إلا أنه كان فى البداية معبوداً محلياً صغيراً، ثم تزايدت مكانته وأهميته مع الوقت.

وقد وردت الإشارة إليه فى فقرات قليلة جداً فى "نصوص الأهرام"، ولكن من الصعب التأكد مما إذا كان ذلك يرجع لقلة أهميته فى بداية العصور التاريخية، أم إلى رغبة كهنة "عين شمس" فى التقليل من شأنه وأهميته لحساب العقيدة الشمسية.

ويمثل "بتاح" رأس ثالوث "منف" (بتاح، سخمت، نفرتوم)، وهو رب الفنون والحرف. وارتبط أيضاً بـ "بتاح-تا ثنن"، أى: (بتاح، صاحب الأرض البارزة)، والذى ارتبط بإحدى نظريات خلق الكون فى مصر القديمة.

ويعنى اسمه "البانى"، وأصل الكلمة يعنى (الفاتح، الفتَّاح). وعن هيئته فقد احتفظت بشكل ثابت ومستمر عبر مختلف العصور المصرية القديمة، بداية من أول تصوير له من عصر الأسرة الأولى على إناء من "طرخان" بالجيزة؛ إذ يصور "بتـاح" فى شكل إنسان برداء محبوك، والقدمان متلاصقتان، واليدان تخرجان من اللفائف، ويقبض بهما على الرموز الدينية الخاصة بالمعبود: (صولجان "الواس" ينتهى من أعلى بشكل لعامود "ﭽد"، وعلامة الحياة "عنخ").

وعادة ما "بتـاح" يرتدى قلنسوة مثبتة على رأسه بشدة. ومنذ عصر الدولة الوسطى أصبح يصور بالذقن الطويلة المستقيمة بدلاً من الذقن الإلهية المعقوفة الخاصة بالأرباب.

وقد ارتبط المعبود "بتـاح" فى البداية بمدينة "منف" عاصمة مصر منذ بداية العصور التاريخية. وكان لارتباطه بالعاصمة الأثر الأكبر فى زيادة أهمية ومكانة المعبود الذى كان الرب الرسمى للمقاطعة. ومع بداية الدولة الوسطى عُرف "بتـاح" باسم (سيد "عنخ تاوى"، وذلك فى إشارة إلى "منف".

ويميل الكثير من الباحثين إلى أن اسم مصر نفسه (Egypt / Agyptus) قد اشتق من اسم معبد "بتـاح" فى "منف"، والمسمى (حوت كا بتاح). كما حمل "بتاح" العديد من الألقاب المرتبطة بمنطقة "منف"، مثل: (PtH, rsj-inb.f)، أى: (بتاح، الموجود جنوبى جداره)، وذلك فى إشارة إلى وجود معبده جنوب "منف"، أو عند الجدار الجنوبى لمدينة "منف".



تمثالان للمعبود "بتـاح"، من مجموعة الملك "توت عنخ آمـون"، المتحف المصرى.


كان "بتاح" رباً للفنون والحرف فى مصر القديمة، فعُرف بالصانع، وكان راعياً للحرفيين والفنانين. وكان الكاهن الأكبر لبتاح بمثابة (المشرف الأعلى على الحرفيين). كما أن اسم المعبود "بتاح" نفسه يشير فى معناه إلى (الصانع، أو: الخالق)، فى إشارة إلى دوره كراعٍ للفنون، وكرب خالق للبشر.


المعبود "بتـاح" فى هيئته الآدمية داخل مقصورته، ممسكاً بشاراته، وقد كتب أعلاه اسمه وألقابه: بتـاح، رب

الـ "مـاعت"، ملك الأرضين، جميل الوجه، السماء مكانه الأعظـم.

وكان لصلة "بتـاح" بالفنون والحرف أن أصبح رباً خالقاً، عُرف باسم (مُشكِّل الأرض)، مثل المعبود "خنـوم" الذى كان يصوغ أو يشكل المخلوقات على عجلته.

وقد عُرف بأنه المعبود الأقدم الذى يجمع فى ذاته صفات الذكورة والأنوثة، والذى وحد بداخله الربَّ الأزلى "نـون"، وشريكته الأنثوية "نونت". وكان يعتبر الربَّ الخالقَ الأول الذى شكلت قدراتُه فى الخلق كلَّ خصائص ومكونات الكون والوجود. ولذا كان يعرف أحياناً باسم "بتاح- نـون"، أو: "بتـاح- نونت" فى إطار هذا الدور.

وبخلاف ارتباطه كرب خالق منذ القدم بصورته "بتـاح-تاثـنن"، والذى ارتبط فى الأصل بعملية الخلق من خلال نظرية "منف" فى الخلق ونشأة الوجود ، ارتبط "بتـاح" بالعالم الآخر كنتيجة لقربه من رب الأرض فى "منف" (تا ثـنن)، والرب الجنازى "سوكر"؛ حيث استحوذ "بتـاح" على بعض خصائص هذين المعبودين؛ وذلك على الرغم من أن "بتـاح" نفسه لم يرتبط بالعالم الآخر كثيراً مثل صورة المعبود المركب "بتـاح - سوكر"، وفى وقت لاحق "بتـاح - سوكـر- أوزيـر"؛ إلا أنه قد اكتسب بعض الأهمية فى هذا المجال.

كما أن الطبيعية الشكلية لبتاح فى هيئة المومياء التى يُمثل عادة فيها، قد تضفى أيضاً بعض الصفات والخصائص المتعلقة بالمعتقدات الجنائزية والعالم الآخر. ورغم ضآلة ما تبقى من معبد "بتاح" فى "منف"، إلا أنه توجد العديد من الأدلة الأثرية والتاريخية التى تشير إلى أنه كان معبداً ضخماً كبيراً يتناسب ومكانة المعبود "بتـاح"، الرب الرسمى لمنف عبر مختلف العصور.

وقد اتسعت عبادة وتقديس "بتـاح" فى أرجاء مصر كلها، حيث خصصت له مقاصير العبادة، وقد خصصت له مقصورة داخل حرم معابد "آمون" فى معابد "الكرنك"، والتى يعود تأسيسها لعصر الدولة الوسطى. واستمر تواجده عبر مختلف العصور المصرية القديمة.

كما صور المعبود "بتـاح" فى العديد من المناظر والنقوش الدينية ومناظر التقدمة فى مختلف المعابد الكبرى، وقدس كذلك فى العديد من المعابد فى بلاد "النوبة"، ومن بينها معبد "رعمسيس الثانى" فى "أبو سمبل"، و"الـدّر"، و"جرف حسين".

وقد حظى "بتاح" أيضاً بأهمية ومكانة كبيرة خلال عصر الدولة الحديثة من خلال تضمينه مع المعبودات الكبرى، لا سيما "آمون رع"، وذلك على نحو ما ظهر فى مجموعات التماثيل الموجودة فى مقصورة المعبد الكبير بأبى سمبل، وفى أسماء عدد كبير من الملوك، مثل "مر-إن-بتـاح"، و"سـى بتاح". وكربٍّ للفنون قُدس "بتاح" فى بعض المناطق، مثل "دير المدينة" حيث عاش العمال والفنانون الذين عملوا فى بناء المقابر الملكية.

"بتاح - سكر - أوزير" (PtH-skr-Wsir)

وهو يمثل تركيباً يجمع بين ثلاثة معبودات فى معبود واحد ذى هيئة آدمية لرجل يلبس رداءً حابكاً (بتـاح)، وله رأس صقر (سكر)، وتاج "آتف" الخاص بالمعبود (أوزير) ويقبض بيديه على العلامات الرمزية التقليدية (حقا، واس، عنخ). ويظهر هذا التكوين فى بعض المعابد والأماكن، وإن كان أكثر وضوحاً فى معبد "سـتى الأول" فى "أبيدوس".

Sunday, August 21, 2011

خنوم Khnum

No comments :

بسم الله الرحمن الرحيم

خنوم Khnum

Khnum Khnum

Khnum.svg


كان خنوم (Khnemu ، Khenmu ، Khenmew ، Chnum) واحدة من الالهة القديمة فى مصر أنه له شعبية في وقت مبكر من فترة ما قبل التاريخ । المراجع من نصوص هرم اوناس تأكيد أن تأسست طويلة عبادته حتى في تلك المرحلة المبكرة و المملكة القديمةالفرعون خوفو (باني من الهرم الأكبر كان يسمى في الواقع) "خنوم - خوفو" ("خنوم هو حامي له")। ومع ذلك ، يبدو أن عبادة رع ارتفع الى الهيمنة في ذلك الوقت ودفعت خنوم إلى هامش ونجل وحفيد خوفو حد سواء أخذت أسماء تكريم رع


وكان في الأصل خنوم إله المياه بما في ذلك الأنهار والبحيرات في العالم السفلي. هو مصدر نهر النيل ، وضمان أن تودع ما يكفي من الطمي الاسود الثمين على ضفاف النهر لجعلها خصبة. الطمي كما شكل طين ، والمواد الخام اللازمة لصناعة الفخار. ونتيجة لذلك كان مرتبطا ارتباطا وثيقا فن الفخار. وفقا لأسطورة الخلق واحد ، كل شيء مصبوب خنوم على عجلة الفخار له ، بما في ذلك الشعب على حد سواء وراء آلهة أخرى. في (إسنا ، من صعيد مصر ) اقترح أنه خلق أيضا "البيضة أولا" التي ولدت من الشمس (كما Nefertum ، آتوم أو رع ).


فضلا عن تهيئة الجسم و "كا" (الروح) لكل طفل حديث الولادة ، وقال انه يبارك الطفل. و
بردية Westcar من الفترة الانتقالية الثانية تتضمن قصةخوفو والساحر الذي حضر في ولادة ثلاثة الفراعنة بواسطة إيزيس ، نفتيس ، Meskhenet ، Heqet وخنوم. بعد ولادة كل طفل وقدم لهم هدية خنوم "الصحة". حتشبسوت فرعون ادعى أيضا أن خنوم قد شكلت لها "كا" ، وأعطاها نعمة الصحة بناء على طلب منها "الأب" آمون -- رع .

كان خنوم الإله أيضا واقي من القتلى. ويمكن الاطلاع على نوبات استدعاء المساعدة من خنوم في كتاب الموتى ، وعلى العديد من الجعارين القلب دفن مع الموتى لأنه كان يعتقد أنه من شأنها أن تساعد المتوفى الحصول على حكم ايجابي في قاعات ماعت .

واعتبر أن الكبش حيوان قوي جدا ، وهكذا كان خنوم مع الخصوبة. انه يجعل ظهور على "مسلة المجاعة" وجدت في جزيرة Sehel. الشاهدة (الذي كان يزعم أن المدرج في عهد زوسر ) يروي أن الفرعون يحلم بأن الله لن يسلم البلاد من مجاعة رهيبة إذا تم بناء المعبد في شرفه. فرعون فورا كرس معبد لخنوم ، وكما وعدت المجاعة وصل الى نهايته.

كان خنوم أحد الآلهة الذي كان يعتقد انه ساعد رع في رحلته المحفوفة بالمخاطر ليلية من خلال الآخر. ويعتقد أيضا أنه خلق القارب الذي حمل رأس وساعد دفاع عن إله الشمس ضد الثعبان أبوفيس (Apothis). حتى الآن ، واعتبر انه في بعض الأحيان أن يكون "با" رع ، وذلك لأن كلمة "الكبش" في المصري أيضا "با". عندما اندمجت مع خنوم رع لتشكيل مركب الاله خنوم رع ارتبط هذا الإله مع

نون (الذي يمثل primeaval المياه) ، ونظرا لنعت هاب اور ("النيل العظيم" أو "النيل من السماء")



وكان مركز عبادة له في جزيرة (الفنتين
من
صعيد مصر ) حيث كان يعبد منذ فترة الأسرات المبكرة . خلال عصر الدولة الحديثة كان يعبد ان هناك رئيسا للثالوث مع زوجته Satet وابنته Anuket . وكان يعبد في إسنا ايضا انه حيث كان يعتقد انه يتعين على كل من تزوج Menhet وNebtu (إلهة محلية) ، ويكون والدHeka (إله السحر المعروفة باسم "هو الذي يقوم بتنشيط كا"). كما انه كان على الرغم من أن الزوج من نيث في إسنا. في Antinoe (صاحبة - ور) كان متزوجا من Heqet، إلهة الضفدع المرتبطة الولادة والحمل. هو كان صحبت مع shef من عمرها في هيراكونوبوليس ماجنا ، وكان غالبا ما تكون مرتبطة أوزوريس . أحيانا انه كان مرتبطا مع إيزيس لتمثيل مصر العليا ، تماما كما بتاح كان مرتبطا مع Tanen -Nepthys في تمثيل السفلى مصر।

كان خنوم فلكية اسم يشير إلى "الاقتران" الشمس والقمر يحدق في مواسم السنة ، و'؛ اسمه مشتق من الجذر khnem" للانضمام الى الاتحاد "، ومع khnem ،" بناء على " أب من الآباء والأمهات والدة "الفرعون. باعتباره إله المياه في بعض الأحيان كان اسمه انه "KebH" ، بمعنى "تطهير". كما انه كان يصور كبشا إما ، وهو رجل برأس كبش أو رجل مع قرني كبش. وكان (نادرا جدا) يصور برأس صقر ، مشيرا إلى علاقاته الشمسية. غالبا ما يرتدي التاج الأبيض plumed
صعيد مصر ، وكان يظهر في بعض الأحيان يحمل جرة مع المياه المتدفقة منه تشير إلى ارتباطه مع مصدر لنهر النيل. خلال الفترة الأولى كان يصور على أنه نوع من ذاكرة الوصول العشوائي في وقت مبكر المستأنسة (مع قرون طويلة لولبية المتزايد الخارج أفقيا من رأسه) ، ولكن في أوقات لاحقة ، ويتمثل في نفس النوع من كبش كما آمون (مع أبواق التقويس الى الداخل باتجاه وسلم). أحيانا كان يصور انه مع رؤساء الكبش الأربعة (إله الشمس رع يمثل ، إله الهواء شو ، إله الأرض GEB و أوزوريس إله العالم السفلي). في هذا النموذج كان يعرف قبعة شفت.

آمون Amun

No comments :

بسم الله الرحمن الرحيم

آمون

M17N35
Y5
A40


Amun.svg



Ἄμμων سيد الألهة المصرية وكبيرها وخالق الكون عند المصرى القديم ، واسمه يعنى ( الخفى )مركز العبادة طيبة

آمون، إله الشمس والريح والخصوبة؛ أحد الآلهة الرئيسيين في الميثولوجيا المصرية القديمة، ومعنى اسمه الخفي. من العسير معرفة كيف كان اسمه ينطق بالضبط لأن الكتابة المصرية القديمة الهيروغليفية كانت تستعمل الحروف الساكنة (الصوامت)، فكان اسمه يكتب أمن ومن الممكن أنه كان ينطق أَمِن مع إمالة الكسر إلى الفتح.

إن عبادة آمون (و أمنرع فيما بعد) والديانة المرتبطة بهما من أعقدثيولوجيات مصر القديمة. في أسمى صوره كان أمنرع إلها خفيا مثلما يعني اسمه، ولكن لاهوتيا فلم يكن الإله وحده خفياً، بل إن اسمه خفي أيضاً وإن شكله لا يمكن إدراكه. بكلمات أخرى إن الغموض المحيط بآمون سببه هو كماله المطلق، وفي هذا كان مختلفا عن كل الآلهة المصرية الأخرى. كانت قداسته بمكان بحيث أنه ظل منفصلاً عن الكون المخلوق. كان مرتبطا بالهواء ولهذا كان قوة خفية، مما سهل له الترقي كإله أعلى.

اعتبر آمون خالقاً لنفسه، (إلا أن مدرسة هِرموبوليس (الأشمونين\شْمون\خِمنو) اللاهوتية الأقدم اعتبرته أحد الآلهة في الأجدود، الثامون المعروف باسمها)، كما كانت له القدرة على التجدد وإعادة خلق نفسه التي مُثلت بقدرته على التحول إلى أفعى وطرح جلده، ومع هذا فقد ظل مختلفا عن الخلق، منفصلا ومستقلاً عنه.

بتوحده مع رَع، الشمس، تجلى آمون للخلق، ولهذا جمع أمنرع في نفسه النقيضين الإلهيين: فهو بصفته آمون كان خفيا وغامضا ومنفصلا عن العالم، وبصفته رع كان جليا وظاهراً ومانحا للحياة اليومية. بنفس المنطق كان ارتباطه بماعت، المفهوم المصري للعدل والتوازن في الكون.

سهلت طبيعة آمون الخفية اقترانه بالآلهة الأخرى. في طيبة ارتبط آمون بادئ ذي بدء بمونتو، إلهها القديم، ثم جاء اقترانه برَع، وتلا ذلك اقترانه بآلهة أخرى، فعرف بالأسماء أمنرعأتوم وأمنرعمونتو وأمنرعحُراختي ومينأمن. وهنا تجب ملاحظة أن آمون لم يكن يندمج في الآلهة الأخرى لخلق إله جديد، بل كان اقترانه توحداً للقدرة الإلهية.

في أوج عبادة آمون-رع، اقتربت الديانة المصرية كثيراً من كونها ديانة توحيدية، حيث أصبح الآلهة الآخرون أوجهًا لقدرته، أو تجليات له. باختصار أصبح هو الإله الأوحد والأعلى.

كانت زوجته أحيانا تدعى أمونت، الصيغة المؤنثة لآمون، ولكنها غالباً ما كانت تعرف بالاسم موت، وكان لها رأس إنسانة مرتدية التاج المزدوج للوجهين القبلي والبحري، وكان ابنهما هو خونسو، القمر. معًا شكلوا ثالوث طيبة.

ذهب البعض إلى أن آمون كان إلها حديثاً نسبياً في الديانة المصرية القديمة، حيث أن عبادته في طيبة - حيث توجد أقدم معابده - لم توثق إلا اِبتداء من الأسرة الحادية عشرة، ولكنه في الحقيقة وجد مذكورا في متون الأهرام التي ترجع لعصر الملك أُناس، الأخير في الأسرة الخامسة، والتي تظهره كرمز للقوى الخالقة، متوافقا مع دوره في ثامون آلهة هِرموبوليس، مما يعطي وجوده قدما أكبر.

يحتمل أن عبادة آمون بدأت في هِرموبوليس، أو أنه في البداية كان إلها محلياً لطيبة عندما كانت لا تزال بلدة غير ذات أهمية كبيرة.


صعوده

عندما ظهرت الأسرة الحادية عشرة من إقليم هيرمونثيس (أرْمـَنـْت)، أو ربما من طيبة نفسها، أغدقت على معبد الكرنك بالتماثيل والعطايا. عندما تمكن ملوك الأسرة السابعة عشرة الطِيبيون من طرد الهِكسوس، أصبح لآمون، إله العاصمة الملكية، شأن كبير باعتباره حامي مصر.


و عندما حمل ملوك الأسرة الثامنة عشر السلاح خارج الحدود المصرية المعروفة حتى ذلك الوقت في حملات عسكرية ناجحة على سوريةوالنوبة وليبيا، أصبح آمون إلها قوميا لمصر، تعرف به عالميا، طامسا نور كل الآلهة الآخرين ومثبتا مكانته فوق آلهة البلاد الأجنبية، فشاعت عبادته في النوبة وليبيا اللتان كانت الثقافة المصرية شائعة فيهما. نسب ملوك مصر كل انتصاراتهم وإنجازاتهم وأمجادهم إلى آمون وأغدقوا الثروة والعطايا والغنائم على معابده. في هذا الوقت حل آمون محل الإله المحارب مونتو كإله رئيس لمدينة طيبة، وأصبح ملكا للآلهة.

أصبح آمون إله النوبة في عصر الأسرة الخامسة والعشرين، كما كان كهنة آمون في مملكة بلانة (ناباتيا) ومِرْوِه يتحكمون في جميع شئون الدولة، فيختارون الملك ويوجهون حملاته العسكرية، بل وأحيانا يرغمونه على الانتحار كما ذكر ديودورس الصقلي. استمر ذلك حتى القرن الثالث قبل الميلاد عندما قام أركامان (Arkamane Ergamenes) بذبح الكهنة.

تواكب صعود آمون إلى مرتبة الإله القومي والعالمي مع ازدياد أهمية طيبة. هذا الصعود تسارع مع تولي أمنمحات الأول (سِـحِـتِـپ اِب رَع) الحكم في طيبة وتأسيسه الأسرة الثانية عشرة، وبلغ أوجَه في عصر الدولة الحديثة عندما كان يُحتفى به في عيد أُپـِت. اقترن اسم أمنمحت مؤسس هذه الأسرة باسم الإله آمون وحمله من بعده ثلاثة من خلفاءه، كما اتخذ ملوك طيبيون عديدون من المملكة الوسطى الاسم نفسه فيما بعد.

في شعائر عيد أُپـِت، كان تمثال آمون يحمل على قارب من الكرنك إلى طيبة (الأقصر) ليحتفى بزواجه من موت بصفته كاموتإف لينجباخونسو ليكتمل ثالوث طيبة، وهو في هذا الدور كان يمثل قدرة الخلق.

تمتع آمون بشعبية كبيرة بين الناس حيث كان ينادى بنصير الفقراء، وأنه يحمي الضعيف من القوي، وحامي العدالة، وكان على من يطلب العون من آمون أن يثبت نقاءه أو أن يتطهر من ذنوبه أولاً.

كان ارتباط آمون بالملكية المصرية يعني أن يستمد الملك قوته منه باعتباره ابنا له مثل ما حدث عندما وجدت الملكة حَتْشِـپْسوت (ماعت كارع) فيه نصيرا لها، فعظمته ونفسَها بأن أعلنت أنها ابنته، وبنت معبدها في الدير البحري باسمه. وطبقا للاهوت الرسمي في الدولة الحديثة كان أمنرع هو الذي يحكم مصر من خلال الملك، ويظهر مشيئته من خلال كهنته. لكن مع ازدياد أهمية الإله ازدادت قوة كهنته وسطوتهم ففرضوا سيطرتهم على الساحة السياسية، ووصل الحال إلى أن حكمت مصر سلالة من الملوك الكهَّان هي الأسرة الحادية والعشرين.

آمون

صُوِّر آمون في هيئة آدمية، مرتديا تاجا يخرج منه شكلان متوازيان، مستطيلان ودائريّا الطرف، ربما يمثلان ريشتان عظيمتان من ذيل الصقر المستعارتان من الإله مين. يوجد نمطان شائعان لتصويره: في واحد منهما يصور جالسا على عرش، وفي الآخر يصور في وضع القضيب منتصبا (ithyphallic) ممسكا في يده سوطا، تماما مثلما صور الإله مين. ومن المرجح أن هذا التصوير الأخير هو شكله الأصلي الذي عرف به باعتباره إلها للخصوبة، الذي يؤدي أمامه الملك الطقوس الشعائرية الرمزية لفلاحة الأرض أو حصاد الغلة.

إبان الأسرة الثامنة عشرة اعتبرت الإوزة المصرية (chenalopex) مقدسة كتجسد لآمون، ولكنه كان يُمثل أكثر باعتباره الكبش وفير الصوف ذي القرنين المعقوفين الذين أصبحا يعرفان باسمه قرنا آمون ووجد ممثلا بهذه الصورة منذ عهد أمنحوتب الثالث. (في المقابل ارتبط نوع الكباش المحلي القديم ذي الشعر المرسل والقرون المستقيمة المبرومة بالإله خنوم). كما ظهر أيضا في صورة إنسان برأس ضفدع، ممثلا لدوره في الأجدود.

أحيانا كان اسم الإله الشمس رع يقرن باسم آمون ليصبح أمنرع، خصوصا عندما كان يشار إليه باعتباره "ملك الآلهة" ابتداء من الأسرة الثامنة عشرة، حيث كان حكم السموات في الكوزمولوجيا المصرية للإله رع. عندما نقل أمنمحت الأول العاصمة إلى اتجتاوي (عند طرف الدلتا؛ لم تكتشف بعد ويمكن أن تكون ليشت) ازدادت أهمية هذا الاقترانبرَع سياسيا ولاهوتيا وهو ما كان أمرا منطقيا بالنسبة لإله متفوق كآمون، الذي كان يلقب أيضا "ملك تاجي الأرضين".

في العصور اليونانية كان آمون-رع أحيانا يصور برأس رجل ملتح وجسم جعران وجناحي صقر وقدمي إنسان ومخالب أسد، وذلك بقصد إضفاء صفات عديدة ومختلفة عليه.


الأفول

بدءا من حكم تحوتمس الرابع من الأسرة الثامنة عشرة وفي الوقت الذي وصلت فيه عبادة آمون إلى أوجها، بدأ تقديس صورة مجردة للشمس تتمثل في آتون، بالظهور. حتىأحمس مؤسس الأسرة وُجد نقش يمتدحه بأنه أتن عندما يسطع. وصلت عبادة آتون إلى الأوج عندما حرم الملك أمنحتب الرابع، الذي أصبح الملك الموحد إخناتون عبادة آمون. فشل إخناتون في فرض عبادة الإله آتون على الشعب كما فشل في القضاء على سطوة كهنة آمون الأقوياء، فعادت الديانة القديمة إلى ما كانت عليه بعد موته ودمرت آثار ومعابدآتون وهجرت عاصمته أخِتْاتِن (العمارنة) إلى طيبة مرة أخرى على يد خليفته توت-عنخ-أمن. في الفترة التي تلت عودة عبادة آمون كتبت ترانيم وصلوات لأمن-رع تكاد تكون توحيدية في صياغتها ومعناها.

بعد زوال الأسرة العشرين تحول مركز الثقل عن طيبة وبدأت سلطة آمون في الخفوت. حاول الملوك الكهنة في الأسرة الحادية والعشرين حفظ هيبة آمون بقدر استطاعتهم، ومع أن عاصمة الأسرة الثانية والعشرون كانت في الشمال، إلا أن كهنة آمون استمروا في لعب دور هام في العاصمة العتيقة طيبة.

باستمرار ضعف الحكم ازداد الانقسام بين الوجهين القبلي والبحري، وبدءا من ذلك الزمان كان تبجيل الملوك النوبيين لآمون الذي سادت عبادته في أرضهم طويلا هو الذي حفظ لطيبة مكانتها، فجعلوها عاصمة ملكهم بالرغم من أن ثروتهم ونفوذهم الثقافي لم يكونا بالتأثير الكافي.

كان آمون هو إله طيبة حتى في زمن تدهورها، بالإضافة إلى أنه كان الإله الأهم لعدد من مناطق الدلتا ومعابد صغيرة عديدة من بلدة الهيبة في مصر الوسطى إلى كانوپسعلى البحر المتوسط (بالقرب من أبي قير)؛ كما كان يمثل إلى حد ما التطلعات القومية المحلية لمصر العليا في مواجهة مصر الوسطى والدلتا.

عرافة سيوة


كانت عرافة شهيرة قد تأسست لعدة قرون في معبد آمون في واحة سيوة في الصحراء الليبية والتي كانت تتمتع باستقلالية كبيرة عن ملوك وادي النيل، واشتهرت عندما اختفت بدون أثر الحملة الفارسية التي وجهها قمبيز لتدمير المعبد.

اشتهرت عرافة آمون عند الإغريق لدرجة أن الإسكندر الأكبر ارتحل إليها بعد معركة إسّوس ليحصل على مباركتها وليتوج فرعونا على مصر وليسمى ابنا لآمون، كما كان ملوك الأسرة الثامنة عشرة يعتبرون أبناء آمون، الذي أخصب الملكة الأم، وأحيانا ما ارتدوا قرني الكبش، وهكذا صور الإسكندر مرتديهما على العملات المضروبة.

كان واحد من ثامون هرموبولس وخرج من فم “تحوت” وراسه رأس الكبش ويظهر كرجل ملتح يلبس قبعة فيها ريشتان طويلتان واحيانا جالسا على العرش واحيانا يتخذ شكل الأله واحيانا شكل كبش قرونه مقوسة .
ويتخذ شكل الإله “مين” في كثير من الأحيان ، كذلك مثل على صورة الكبش أو الإوزة ، أول ما ظهرت عبادته كانت في إقليم طيبة ، يعد أحد أعضاء ثامون الأشمونين ، ثم أصبح المعبود الرسمي للإمبراطورية الحديثة ، ولقب “بملك الآلهة” واندمج مع كبار الآلهة فأصبح “أمون – رع” ـ “أمون – مين” ، و “أمون-خنوم”

Amon och Mut, Nordisk familjebok.png

آمون وموت