Saturday, June 26, 2010

مدينة "بصري الآثرية"..

No comments :

بسم الله الرحمن الرحيم

مدينة "بصري الآثرية"..
حينما يشهد المكان علي غني وعراقة التاريخ

هبة رجاء الدين






تعد أغني مدن التاريخ علي الإطلاق, كما أنها من أهم المدن الأثرية الرومانية في العالم, إنها مدينة بصري الآثرية, والتي تعد مثال رائع علي المدن التاريخية العالمية.

كانت بصري عاصمة دينية وعاصمة تجارية لعدة حضارات, وممراً على طريق الحرير الذي يمتد إلى الصين, وهي تتبع محافظة درعا السورية, حيث تبعد 40 كم عن مركز مدينة درعا وحوالي 140 كم عن دمشق وترتفع عن سطح البحر بحوالي850 متراً.

ومن أسماء المدينة, بوسترا ونياتراجانا, وكانت في أكثر من عصر عاصمة هامة ومركز للمقاطعة الرومانية في الشرق, وهي مصنفة ومسجلة دولياً في اليونسكو ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.

مسرح بصري

تزخر بالعديد من أماكن الجذب السياحي, نظراً لعراقة أثارها وإمتداد تاريخها, فهي غنية بالآثار الرومانية واليونانية, ومن أشهر هذه الآثار, مسرح بصرى أو مدرج بصرى, والذي يقع في قلعة بصرى الأثرية.



مدرج بصري

ويعد هذا المسرح من أكبر المدرجات الأثرية وأجملها وقد حافظت الأبنية التاريخية في المدرج على معظم أقسامها, وهو يتسع لأكثر من 000 15 متفرج على المدرجات، ويتسم بكثرة المداخل حيث يمكن للمتفرجين كلهم الخروج من المدرج خلال 10 دقائق.

ويتألف المسرح من ثلاثة أقسام رئيسية يفصل بينها ممر عريض، إلى يمينه ظهر المقاعد التي تشكل حاجزاً بين كل قسم وإلى اليسار توجد الأبواب التي يدخل منها المتفرجون وهناك صالة علوية تستند إلى أعمدة من الطراز الدوري بقي عدد منها قائمًا وعند النزول من المدرج إلى المسرح يوجد ثلاثة أبواب.

مساجد ومدارس

أيضاً هناك الجامع العمري المرمم في عام 1950 ميلادي, وهو أحد أبنية القرن الأول الهجري النادرة التي تم الحفاظ عليها في سوريا, ويسميه السكان المحليون "جامع العروس" وهو أول مسجد بناه المسلمون في سوريا عند الفتح أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه, ويعرف بالجامع العمري نسبة إليه, وكان من قبل هيكلا وثنياً, ويقع في منتصف شارع السوق بالقرب من مجموعة من المباني التاريخية الرومانية, ويعتبر الجامع العمري أحد المساجد الثلاثة التي تحتفظ بالطراز الإسلامي القديم و الثاني هو مسجد النبي محمد صلى الله عليه و سلم و الثالث هو جامع عمرو بن العاص في مصر.






ذلك بالإضافة إلي جامع فاطمة, والذي تعود عمارته إلى العصر الأيوبي, في النصف الأول من القرن السابع الهجرى, ويقع بين الكاتدرائية ودير الراهب بحيرا وهو مبني على طراز جامع كمشتكين ولكن على شكل أوسع.

ويتكون الجامع من غرفة يتخللها ثلاثة أقواس مستعرضة و مئذنة مريعة تعود إلى عام 1306 ميلادي أيام السلطان المملوكي الناصر محمد أمر الأمير أيوب بن مجد الدين عيسى النجراني و يصل ارتفاع المئذنة إلى 19 متراً تتخللها نوافذ مزدوجة الفتحات.

كما أنه أيضاً هناك جامع ومدرسة مبرك الناقة الذي يعد واحداً من أهم وأقدم المساجد في الإسلام, حيث يقع في الزاوية الشمالية الشرقية من مدينة بصرى الإسلامية و يعود تاريخ بنائه إلى بداية العهد الإسلامي.

ويعتقد أن هذا المسجد أقيم في المكان الذي صلى فيه الرسول عليه الصلاة و السلام في شبابه و ذلك عند زيارته لمدينة بصرى أو أنه يشير للمكان الذي بركت فيه ناقته. و لهذا المبنى أهمية خاصة في تاريخ العمارة الإسلامية حيث يعتبر أقدم مبنى أثري في سوريا أنشىء ليكون مدرسة دينية و لا يوجد نماذج أقدم منه قائمة في سورية.

هناك أيضاً جامع الخضر, وجامع و مدرسة الدباغة.

أديرة مسيحية






أيضاً هناك العديد من الآثار المسيحية, منها الكاتدرائية, وهي من الأبنية العظيمة الشأن من الناحية المعمارية, وظهرت فيها أول قبة في عالم البناء المسيحي ولم يتبق منها سوى بقايا الجدران الخارجية و المذبح.

يعود تاريخ بنائها إلى عام 512 ميلادي و يبدو أن قبتها الكبيرة قد تهدمت بعد إتمام البناء بفترة قليلة بسبب تصدع الركائز التي قامت عليها, و يبلغ طول هذا المعبد 51 متراً و عرضه 37.5 متراً.

أيضاً هناك دير الراهب بحيرة, والذي يعد من أقدم الكنائس في المدينة و هو مبني على الطراز الملكي, يبدو هذا البناء على شكل مستطيل يبلغ طول جداره الداخلي 23.3 متراً وعرضه 13.4 متراً و كان مسقوفاً بالخشب على شكل هرمي و ينفذ النور إلى داخله من تسعة عشر نافذة منها ثمانية نوافذ في الجدار الشمالي و أخرى مثلها في الجدار الجنوبي و ثلاث نوافذ في أعلى قوس الهيكل البيضوي.

ذلك بالإضافة إلي قصر رئيس الأساقفة, والذي يقع شرقي الكنيسة, وتشكل بقايا الجدران والأقواس والأعمدة القديمة الأقسام الباقية من المبنى.

No comments :

Post a Comment