Friday, May 28, 2010

كهف في الصحراء قد يكشف أسرارا عن فجر التاريخ في مصر

No comments :
بسم الله الرحمن الرحيم

كهف في الصحراء قد يكشف أسرارا عن فجر التاريخ في مصر


القاهرة (رويترز) - يدرس خبراء الاثار رسومات على الصخور ترجع الى ما قبل التاريخ اكتشفت في كهف ناء عام 2002 منها رسوم لاشكال بشرية راقصة وحيوانات غريبة بلا رأس وهم يفتشون عن مفاتيح جديدة لظهور الحضارة المصرية.
واكتشف مغامرون هواة بالصدفة الكهف الذي يحوى 5000 صورة مرسومة بالالوان او محفورة على الصخر في الصحراء الشاسعة غير المأهولة القريبة من الحدود الجنوبية الغربية لمصر مع كل من ليبيا والسودان.
وقال رودولف كوبر عالم الاثار الالماني ان التفاصيل المرسومة في "كهف الوحوش" تشير الى ان تاريخ الموقع يرجع الى 8000 عام على الاقل وانها قد تكون من أعمال مجموعات الصيادين الذين ربما كان نسلهم من أوائل من استوطنوا وادي النيل الذي كان في ذلك الوقت مليئا بالمستنقعات لا يسهل العيش فيه.
يقع الكهف على بعد عشرة كيلومترات من "كهف السباحين" الذي صور بشكل رومانسي في فيلم (المريض الانجليزي) لكن به عددا أكبر من الصور وفي حالة أفضل.
ومن خلال دراسة الكهف ومواقع اخرى قريبة يحاول الاثريون تأريخ المنطقة للمقارنة بين ثقافات وتقنيات الشعوب التي عاشت فيها.
وقالت كارين كيندرمان وهي عضو في فريق يقوده المان وقامت مؤخرا برحلة للموقع على بعد 900 كيلومتر جنوب غربي القاهرة "انه أكثر الكهوف ابهارا...في شمال أفريقيا ومصر.
"نأخذ قطعة من الاحجية ونرى اين سيكون وضعها ملائما. وهذه قطعة مهمة."
ويقل منسوب سقوط الامطار في جنوب الصحراء الغربية عن ملليمترين في العام لكن المنطقة كانت يوما أقل وعورة.
ففي عام 8500 قبل الميلاد تقريبا كانت الامطار الموسمية تسقط على المنطقة مفسحة المجال لظهور مناطق السافانا التي تجذب مجموعات الصيادين. وبحلول عام 5300 قبل الميلاد توقف سقوط المطر وتراجعت المستوطنات البشرية الى المناطق المرتفعة. وبحلول عام 3500 قبل الميلاد اختفت تلك المستوطنات بالكامل.
وقال كوبر وهو خبير في معهد هاينريك بارث الالماني "بعد مناخ حياة السافانا طيلة ثلاثة أو أربعة الاف عام في الصحراء زحفت البيئة الصحراوية واضطر الناس الى التحرك شرقا صوب وادي النيل مما أسهم في قيام الحضارة المصرية وجنوبا صوب القارة الافريقية."
وتزامن هذا النزوح الجماعي مع ظهور الحياة المستقرة على طول نهر النيل والتي ازدهرت لاحقا وأثمرت الحضارة الفرعونية التي هيمنت على المنطقة الاف السنين وساعدت فنونها وهندستها المعمارية ونظامها في الحكم في تشكيل الثقافة الغربية.
وقال كوبر "انها حركة حدثت شيئا فشيئا على ما اعتقد لان البيئة الصحراوية لم تزحف بسرعة. كانت الامطار تقل ثم تعود وهكذا. لكن المناخ أصبح شيئا فشيئا أكثر جفافا ورحل الناس صوب وادي النيل او صوب الجنوب."
ويسجل كوبر وفريقه كل الدلائل الجيولوجية والنباتية والاثرية حول الكهف بما في ذلك الادوات الحجرية والقطع الخزفية لمقارنتها بمواقع اخرى في جنوب الصحراء الغربية ليضيف أجزاء جديدة الى أحجية ترجع الى ما قبل التاريخ.
وقال كوبر الذي قاد اول رحلة ميدانية للكهف في ابريل نيسان عام 2009 "يبدو ان الرسوم في كهف الوحوش ترجع الى تاريخ ما قبل الحيوانات المستأنسة وهذا يعني ما قبل 6000 عام قبل الميلاد. هذا ما نستطيع الجزم به."
وتغطي أعمال الفن المرأية سطحا يبلغ عرضه 18 مترا وارتفاعه ستة امتار. وفي اكتوبر تشرين الاول الماضي مسح فريق كوبر الكهف بأشعة الليزر لالتقاط صور ثلاثية الابعاد فائقة الوضوح.
وقالت كيندرمان انه في عملية حفر تجريبية جرت قبل بضعة اسابيع خلال الرحلة الثالثة التي قام بها الفريق للكهف اكتشف الفريق المزيد من الرسومات بعمق 80 سنتيمترا تحت الرمل.
وقال كوبر "الان لدينا أدلة متنامية على ثراء حضارة ما قبل التاريخ في جنوب الصحراء الغربية."

No comments :

Post a Comment