Saturday, July 3, 2010
العامل المصري القديم فطن لحقوقه وطالب بها
عرف الإعتصام والمظاهرات..
العامل المصري القديم فطن لحقوقه وطالب بها
محيط ـ هبة رجاء الدين
ربما كانت فكرة الإحتفال بعيد للعمال نشات منذ فترة بعيدة, والتي عملت بها بلدان شتي بعد ذلك , إلا أن العامل المصري عرف حقوقه وطالب بها منذ عهد الفراعنة, حيث عرف العمال بمصر القديمة الإعتراض والإعتصام والمظاهرات للمطالبة بحقوقهم.
أول مظاهرة فى تاريخ مصر
كانت أول مظاهرة في تاريخ العمال في مصر القديمة في قرية دير المدينة، الواقعة الآن غرب مدينة الأقصر، حيث عرف عمال مصر القديمة المظاهرات العمالية والفنية في عهد تشييد وتزيين المقابر.
وكانت أسباب ودوافع تلك المظاهرات لم تتغير حتي عصرنا الحالي، وإن كان الذي تغير هو أسلوب التظاهر والتعبير عن الغضب، وذلك وفقاً لما خلصت إليها دراسة الباحث الأثري أحمد صالح، التي أثبتت أن المظاهرات والاعتراضات سمة ارتبطت بالعامل المصري منذ قرون.
كان سكان دير المدينة من أمهر حرفيي وعمال مصر في أزهي عصورها, فقد كان يقطن بها الحجارين وقاطعي الأحجار بالإضافة إلي مصممي المقابر وأمهر الرسامين في العالم القديم, وكانوا ينقسمون إلي مجموعتي " أهل اليمين " و " أهل اليسار " وربما كان انقسامهم عائد الي طريقة عملهم في المقابر الملكية التي كانوا يعملون بها حيث يقسم العمل الي مجموعتين إحداهما تعمل يمين المقبرة والأخرى علي اليسار.
مظاهرات عمال دير المدينة
في الشهر السادس من عام 29 من حكم رمسيس الثالث, تظاهر العمال علي نقاط حراسة المقبرة ومن أمام أعين الحراس الموجودون وإعتصموا خلف معبد الملك تحتمس الثالث وحاول مسئولو إدارة جبانة طيبة الغربية إقناع العمال المتظاهرين و إدخالهم داخل المعبد لمناقشة مطالبهم ولكن العمال المتظاهرين رفضوا.
في اليوم التالي دار العمال المتظاهرين حول السور المحيط بمعبد الرامسيوم ووصلوا الي السور الجنوبي, وجاء لهم الكاتب بنتاورت لكي يسكتهم وأعطاهم خمس وخمسين كعكة, إلا أن العمال جاءوا إلي معبد الرامسيوم ثانية وإعتصموا بعد جدالهم مع كهنة المعبد.
واستمر العمال المتظاهرون يعرضون مطالبهم في توفير المأكل والمشرب والملبس وطالبوا بعرضها علي فرعون مصر رمسيس الثالث او وزيره" تو", إلي أن طلب رئيس الشرطة منتومس من العمال المتظاهرين التجمع من أجل قيادتهم للإعتصام في معبد سيتي الأول بالقرنة.
حمل المشاعل
بعدها قررت الإدارة صرف نصف زكيبة قمح لكل واحد من العمال المتظاهرين كما أعطت لهم خمسين إناء بيرة, ولكن هذا لم يفي بحاجة العمال فلجئوا الي طريقة جديدة وهي المظاهرة والاعتصام في الليل باستخدام أسلوب جديد تعبيرا عن التظاهر والإحتجاج وهو حمل المشاعل.
وبعد محاولة رئيس الشرطة الجديد نب سمن مقابلة الوزير " تو" أثناء مروره بالأقصر من أجل عرض مطالب العمال المتظاهرين عليه, غير أنه لم يستطع سوي إيجاد حل مؤقت وهو صرف نصف اجر من المتأخر وطلب من الكاتب حوري توزيعه عليهم, قام العمال المتظاهرون بالاعتصام بمعبد الملك مرنبتاح.
مطالب العمال
وقد تركزت مطالب العمال في صرف الأجور المتأخرة, محاربة الفساد الذي تفشي بين رؤسائهم, إيصال صوتهم الي فرعون مصر ووزيره.
وتضمنت وسائلهم في التعبير عن مطالبهم في التجمع والتظاهر في أماكن العمل (المقبرة) والأماكن الدينية في أوقات النهار, الإضراب والتوقف عن العمل, الاعتصام نهارا بالإقامة في أماكن العمل او المعابد والاعتصام ليلا بالمبيت في الأماكن المذكورة او حمل المشاعل كوسيلة للتعبير عن الاحتجاج, عرض المطالب في إفادة مكتوبة او شفاهة.
نظام عمل المصري القديم
كان الشهر مقسماً إلي ثلاثة أسابيع كل أسبوع حوالي عشرة أيام وقامت الحكومة بتشغيل العمال ثمانية أيام في كل أسبوع و منحتهم راحة يومين مما يعني أن الراحات الأسبوعية في الشهر هي ستة أيام, وأثناء العمل كان العمال يتجمعون في معسكرات وبجوار منطقة العمل أي بجوار المعبد او المقبرة المراد تشييدها ولا يسمح لهم بالاتصال بذويهم إلا بعد إنتهاء أيام العمل للحفاظ علي سرية المبني الذين يقومون بتشييده.
الترتيب الوظيفي
وكان للعمال كبير هو المسئول عن كل مجموعة سواء في المقبرة أو المدينة, وكان يعينه الوزير ويقوم بتوزيع العمل علي العمال ويشرف علي توزيع الحصص التموينية " الأجور " ويساعده في عمله "نائب كبير العمال" ثم يأتي في المرتبة الثالثة " كاتب المقبرة " الذي كان يسجل العمل المنفذ في المقبرة الملكية ويسجل المتغيبين عن العمل ويوزع مواد و أدوات البناء من المستودعات الملكية.
مرتبات عمال دير المدينة
كان يحصل عمال دير المدينة علي أجورهم علي هيئة "حصص تموينية", وكان الأجر الأساسي للعامل يضم حصة تموينية شهرية بها القمح لعمل دقيق الخبز, وكان العامل يحصل علي اجر شهري يبلغ خمس زكائب ونصف من القمح شهريا والتي تعني أن نصيبه اليومي حوالي 10.6 كيلوجرام يوميا والشعير لتصنيع البيرة وسمك وخضراوات وماء وحطب للنار و آواني فخارية.
وكان هناك ما يسمي بـ "الأجر المتغير" أو الحافز نتيجة جهد زائد للعاملين وضم هذا الأجر المتغير البلح والكعك والبيرة الجاهزة, كما انه كانت هناك مكافئات وعلاوات لتشجيع العمل وتضم زيت السمسم وكتل ملح النطرون واللحم.
لم يكونو عبيداً
وقد عثر على مساكن وجبانات للعمال بجوار أهرامات الجيزه, أكدت أن العمال الذين بنوا أهرامات الجيزة لم يكونوا عبيداً أو يعملون بالسخرة، وكان غذائهم الرئيسى يعتمد على الخبز ومشروب الجعه (خبزمصنوع من الشعيريتم وضعه في الماء أو اللبن حتى يتخمر ويحتوى هذا المشروب على نسبه طبيعيه من المضادات الحيويه) ,بينما تذكر الاكتشافات الحديثة أن عدد العمال كان في حدود 20 ألف عامل فقط وأن غذائهم كان من اللحوم والأبقار التي يتم ذبحها يوميا.
وكانت مقابر العمال الأولى قد اكتشفت عام 1990, وقد أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار د. زاهي حواس أن من أهم مقابر العمال مقبرة لشخص يدعى (ايدو)، وهي عبارة عن بناء مستطيل الشكل به العديد من آبار الدفن التي كسيت من الحجر الجيري المحلي الموجود بالهضبة، كما كسيت جدران المقابر من الخارج بطبقة من الطوب التي طُليت باللون البيض، بالإضافة إلى وجود كوات تواجه كل وحدة منها بئرا للدفن لتسهيل دخول وخروج الروح من المتوفى القابع في هذه البئر حسب معتقدات قدماء المصريين.
كما أكد حواس أن عدد العمال الذين اشتركوا في بناء الهرم الأكبر بالذات لا يزيد عن 10 آلاف عامل.
جميل الموضوع بس لا ننسي الفلاح الفصيح وطلبة لحقوقة قبل ذالك
ReplyDelete